الأخبار
ساري والاستحواذ والثلث الاخير ! او بمعنى ادق ( البوس مبيجبش عيال )

May 23, 2020, 5:06 pm



نجوم الكورة_ ساري والاستحواذ والثلث الاخير ! او بمعنى ادق ( البوس مبيجبش عيال ) "


ما قبل الحديث عن يوفينتوس ساري علينا ان نعيد شريط الاحداث قليلا لموسم 2015/2016 حينما تولى ماوريتسيو ساري قيادة نابولي قادما من إيمبولي

في موسمه الاول قدم الفريق اداء جميلا ونافس بقوة على السكوديتو لكنه سقط كالعادة امام اليوفينتوس لكن كيف بنى ساري نابولي ؟


ساري رجل يؤمن اكثر بالحركة على التموضع ! البعض يرى ان بيب وساري يلعبان بنفس الاسلوب وهذا امر خاطئ .... بيب وساري يتفقان فقط في المبادئ والاساسيات كاللعب بدفاع متقدم والاستحواذ على الكرة ... الخ لكنهما يختلقان في الطريقة المتبعة

بيب جوارديولا هو رجل يؤمن اكثر بالتموضع ... كل لاعب يتحرك في مساحة معينة غير مسموح له بالخروج منها كما يقول " تيري هينري "

لكن المدرب الايطالي يؤمن اكثر بالحركة ... الفريق يتحرك معا بشكل مستمر... في نابولي هناك انسيني يدخل العمق وغولام يصعد كجناح في حين يعود ميرتينز خطوات للخلف لاجل سحب الدفاع وخلق الفراغ ولا ننسى دور هامشيك وجورجينيو وحتى كوليبالي ....الخ


نعود للسؤال كيف بنى ساري نابولي ؟ منذ يومه الاول كان كل شيئ واضحا ... نريد السيطرة على الكرة ربما هكذا بدأ المدرب التوسكاني حديثه للاعبي نابولي.


في اول موسم لساري كان الفريق يلعب بشكل عمودي اكثر ... البحث دائما عن هيجواين في الامام او هامشيك والان بين الخطوط . الفريق تحسن بشكل واضح جدا جدا في الثلثي الاول والثاني ثم بدأ ماوريسيو العمل بشكل اكبر على الثلث الاخير


نابولي ساري كان فريقا من السهل ان تعلم كيف سيهاجمك لكن ايقافه لم يكن بتلك السهولة . في موسمه الثاني الفريق كان مرعبا هجوميا لكنه كان يعاني بشكل واضح في التحولات من الهجوم للدفاع قبل ان يقرر ساري في موسمه الاخير الاعتماد بشكل اكبر على منح التمرير العرضي قيمة اكبر لكن كانت عيوب واضحة في موسمه الاخير ... الفريق كان يعاني بشكل واضح لللغاية امام الفرق التي تدافع بشكل منظم خصوصا الذين يلعبون برسم يغطي عرض الملعب كما يفعل اليجري ب 44/2 او حتى لوتشيانو سباليتي ب4/4/1/1 واللعب بمثلث مقلوب مع لاعبي وسط نابولي . يكفيك ان تعود لتلك المواجهات وستدرك وجود خطب ما.

في المجمل ربما احتاج ساري موسما اضافيا في الجنوب لجلب الاسكوديتو


رحل ساري لتشلسي لكن تجربته هناك اصابت الرجل بالصداع. انتقادات مستمرة بسبب مركز كانتي اضافة لعدم قدرته على ايجاد التوليفة المثالية لكن يحسب لساري انه تطور تكتيكيا هناك او بمعنى ادق صار يفكر في خصومه اكثر من السابق . بعد السقوط المريع امام السيتي في الاتحاد قرر الرجل التغيير قليلا وفي ويمبلي لم يكن ساري الماضي من يقف على الخط بل كان ساري الجديد ! ساري الواقعي ! تشلسي يومها لعب مباراة عظيمة للغاية واستحق اللقب لكن كعادته منحوس حدث ما حدث مع كيبا وخسر الفريق


تشلسي مع ساري تحسنوا في الثلث الاول والثاني لكن الثلث الاخير كان الاقل فاعلية بسبب نوعية اللاعبين وافتقاد ساري لمهاجم يناسبه اضافة لضيق الوقت لذلك عاش الرجل على عنتريات هازارد مع بعض الجمل المحفوظة ليقدم تشلسي اداء مقبولا ولو حصل ساري على موسم اضافي في لندن ربما كان ليحقق شيئا افضل


مجددا رحل ساري الى ايطاليا وبالتحديد لبطل الاسكوديتو ل 8 مرات متتالية ! ساري حينها كان في غاية السعادة كونه وجد فريقا بطلا ينقصه فقط ان يلعب كما يريد هو ! رونالدو , كوستا , ديبالا , هيجواين , برنارديسكي ... الخ يالهم من لاعبين لم احصل عليهم طيلة حياتي ! ربما هذا ما ردده ماوريتسيو في نفسه ! لذلك في يومه الاول كمدرب ليوفينتوس صرح " عملي سيظهر في الثلث الاول والثاني اما الثلث الاخير اريد ان ارى ابداع اللاعبين " وتلك كانت السقطة الاولى والتي لازال ساري واليوفينتوس ثمنها حتى الان !


يوفينتوس تحسن بشكل واضح في الثلث الاول والثلث الثاني كعادة فرق ساري لكن ايضا الثلث الاخير لم يسر كما تصور ساري ! الفريق يعاني بشكل واضح امام الفرق التي تتكل في الخلف خصوصا مع التحول ل 4/3/1/2 التي جعلت من السهل الدفاع امام اليوفينتوس

ساري ترك الثلث الاخير لللاعبين مع تعليمهم بعض المبادئ او تحسينهم فيها كالتمريرات السريعة والقصيرة لاجل خلق الفراغ لكن هذا لم يكن كافيا ابدا

الفريق يعرف كيف يهرب من الضغط حاليا لكن بمجرد وصوله للثلث الاخير فانه يتحول لفريق بطيئ النسق ومن السهل توقعه ! لذلك وبعد مرور النصف الاول من الموسم بات الامر واضحا ! الاساس الذي وضعه ساري خاطئ 100% يوفينتوس الحالي تحول لفريق بلا أنياب ! يذكرني بإيمبولي ساري .. فريق يمرر بشكل عرضي اكبر ومن السهل توقعه لكن في إيمبولي ربما كانت سرعة التدوير اكبر ما منح الفريق فرصا اكبر ! وايضا تشلسي الذي كان فريقا مملا اغلب فترات الموسم ومن السهل تحليله كما قال "جوزيه مورينهو "


ما قبل الحديث عن الخطط والرسومات على ساري ان يعمل بشكل اكبر على الثلث الاخير !

الثلث الاخير هو من سيجعلك تفوز يا ساري وليس الاستحواذ على الكرة لان الاستحواذ على الكرة وسيلة وليس غاية فالاستحواذ وحده لن يجعلك تفوز يا ساري او في رواية اخرى " البوس مبيجبش عيال


أين تسكن؟


'هناك طريقان لكي تعرف ماهية الطريق التي ستوصلك الى منزلي، الأولى هي أن تذهب بسيارتك بشكل مباشر وبعد ذلك ستدور على اليسار حيث ستصل الى ملتقى الطرق، بعدها عليك الإلتفات يسارا وبعد ذلك عليك بالخروج من أول منعطف الى اليمين وستصل، بينما الطريقة الثانية لمعرفة الطريق هي أن أعطيك الخريطة وأعلمك إشارات المرور، في الحالة الأولى أنا أعطيك الخطة، في الحالة الثانية أعلمك المبدأ'


ماوريدزيو فيشيدي . 

أهلاً بكم في نقاش خطط اللعب في مواجهة مبادئ اللعب! .


خطة اللعب، هي عملية تمركز الفريق في الملعب، كل لاعب له مساحة ودور معين في كل الوضعيات، طبعاً، يجب أن تكون مناسبة لنوعية خصائص اللاعبين، كل لاعب يجب أن يوضع حيث يجب أن يكون، بينما مبادئ اللعب هي مجموعة من القيم التكتيكية الجماعية التي تمنح الفريق إطارا محددا عندما يهاجم أو يدافع، بمعنى أصح هي مجموعة من الوصايا تساعدك على الإجابة على أسئلة من قبيل، كيف نهاجم؟ أين يجب أن ندافع؟ .


طبعاً، هناك نوعان من المدربين من يعتقدون بقيمة خطة اللعب في التأثير في مسار المباراة وهم الأقلية ومن يرى أن لاقيمة حقيقية للخطة في النظام العام، طبعاً، يمكنك أن تعثر على عشرات الكتب التي تتحدث عن أنظمة الـ4-4-2 أو تفاصيل الـ4-3-3، بل أن هناك كتب تعلمك كيفية مواجهة كل خطة، نحن مثلاً نعلم أن الـ4-4-2 تساعدك على أن تلعب بشكل مباشر أكثر لأنك تملك مهاجمين ولاتبدوا في المسألة أي عبقرية، وأن الـ4-3-3 تساعدك أكثر على الإستحواذ بسبب تواجد عدة مثلثات، وأن الـ3-5-2 مهمة إذا كنت ترغب في بناء اللعب من الخلف لأنك تملك ثلاث خيارات لتمرير في بداية اللعب، وربما قد نساعدك مثلاً عندما نخبرك أن اللعب الـ4-2-3-1 قد يبدوا مخاطرة عظيمة عند مواجهتك لفريق يلعب الـ4-3-1-2 أو الرومبو، لأن ثنائي الإرتكاز سيواجه في الغالب ثنائي وسط الخصم، لذلك سيجد منافسك وضعية 3 ضد 2، صانع لعب الخصم سيكون حرا، من سيواجهه؟ طبعاً لن يكون أحد المدافعين لأنهم مشغولين بمواجهة الثنائي الهجومي! 


المدربون الذين يؤمنون بقيمة خطط اللعب، يفعلون ذلك لأجل تفعيل بعض الميكانزمات لكل خطة، مثلاً مثلثات الـ4-3-3، أو اللعبة المباشرة في الـ3-5-2، أو ضمان أكثر لسيطرة على العمق في الـ4-3-1-2، الحقيقة أن اللعبة وعلى رأي غالي فإن مبادئها ثالثة، الزمن والمساحة والعدد، والحقيقة الأكثر عمقا من كل هذا أن المساحات في الملعب هي ثلاثة، عرض الملعب وعمقه ومابين الخطوط، ولأجل السيطرة عليها فإنك قد تفعل ذلك بإستخدام كل الخطط،


إن التطور التكتيكي الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة عائدا بدرجة أولى لإنتصار المبادئ التكتيكية على حساب ثقاقة تأثير خطط اللعب، المدربين أصبحوا أكثر تقديرا للمساحة، بل إن كل الأحداث التي تحدث في المباراة عائدة الى نوعية المساحات المكتشفة أو المبتكرة، إن المبادئ هي التي تعلمك الطريقة التي يجب أن تدافع بها، بشكل متقدم أو متأخر؟ عن كل أنواع الضغط، عن طريقة البناء، عن إتجاهات اللعب، عن ماهية الفريق أثناء فقدان الكرة أو لحظة الفوز بها، لن تتفاعل مع كل هذه التطورات إذا لم تكن تملك فكرة واضحة عن كيف ستتصرف للحصول على إجابة صحيحة! . 


بيولي أعد رسالة تخرجه في الـUefa A عن تفاصيل الـ 4-4-2، اليوم بدأ وكأنه أكثر يقظة، على رأيه لم يعد يتحدث عنها بل عن عملية التمركز والمساحات، شخصياً كنت أعطي قيمة كبيرة للخطط، كنت أعتقد أنها تجعلك تفوز أو تكون سببا في خسارتك، طبعاً، كنت مدمن على قراءة تلك الكتب الصفراء التي تجعلك تؤمن كثيراً بأنك تفهم اللعبة لمجرد أنك أصبحت تستطيع تحليل خطة اللعب، فرانشيسكو داريجو علمني أن كرة القدم أكثر تعقيدا من ذلك، مايجب تحليله، هو نوعية المبادئ المستخدمة في المباراة، المساحات، ماهية القرارات الفنية للاعبين وتلك المهمة الأصعب! . 

في إنتظارك لكي تلتحق بنا في منزل ماوريدزيو فيتشيدي!















منشورات شائعة